بسم هللا الرحمن الرحيم جامعة النجاح الوطنية بحث بعنوان: السمات المنشودة في طلبة كليات الشريعة إعداد: سمير محمد عواودة "التعليم الشرعي وسبل تطويره "

Transcription

1 بسم هللا الرحمن الرحيم جامعة النجاح الوطنية بحث بعنوان: السمات المنشودة في طلبة كليات الشريعة إعداد: سمير محمد عواودة مؤتمر "التعليم الشرعي وسبل تطويره " 2017 م ه ~ 1 ~

2 المقدمة الحمد هلل رب العالمين نحمده أن أحل لعباده المؤمنين الطيبات بأنواعها وحرم عليهم الخبائث بكل صورها ونحمده أن شرع للمؤمنين من الدين ما ي بعدهم عن كل ما يلحق الضرر بنفوسهم وعقولهم ومجتمعاتهم وله الحمد دائما أن فتح باب التوبة لعباده الذين أسرفوا على أنفسهم وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين وسلم تسليما كثي ار أما بعد : فإن الشواهد من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف واآلثار لنيله ألنه الوسيلة إلى الدار اآلخرة وسعادتها ويحرم طالبه لذة النوم حيث على فضل العلم الشرعي وجاللة قدره والذريعة إلى القرب من هللا تعالى ورضوانه يورث صاحبه العزة والوقار ويحصل الشرف واالفتخار وعظيم منزلته كثيرة العدد تتعب في نيله األجساد غزيرة الفوائد ويتفارق األحبة وينال عند الناس التقدير واالحت ارم كيف ال ح ك يم )1( وقال تعالى ه ل ال وقد قال تعالى ش ه د ه للا أ هنه ل إ ل ه إ ه ل ه و و ال م ل ئ ك ة و أ ول و ال ع ل م ق ائ م ا ب ال ق س ط ل إ ل ه إ ه ل ه و ال ع ز يز )3( ي س ت و ي اهلذ ين ي ع ل م ون و اهلذ ي ن ل ي ع ل م و ن )2( وفي الحديث الشريف أنه قال ( من يرد هللا به خي ار يفقهه في الدين ) وقال ( العلماء ورثة األنبياء( طالبه بالعطاء )4( بل جعل السعي إليه وقال عليه الصالة والسالم ( الخير وأمرهم أن ال يكتموا منه شيئا وإذا كان العلم ال ينال إال بالسعي والطلب والجد واالجتهاد فقد حث القرآن الكريم على طلب العلم يعدل الخروج إلى الجهاد قال تعالى فلو ل نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك هللا به طريقا إلى الجنة( فقال تعالى وقديما كانت حلقات العلم هي التي تتولى تدريس العلم الشرعي وإذا كانت حلقات العلم قديما قد تخرج فيها األحيان عن ممارسة دورهم كأئمة وأساتذة وواعظين ولما كانت األنظار تتجه اليوم نحو الشريعة اإلسالمية وسميت هذا البحث ب ووعد )5( )6( وقد أثنى القرآن على معلمي الناس )7( أ ح س ن ق و ل م همن د ع ا إ ل ى ه للا و ع م ل ص ال ح ا و ق ال إ هنن ي م ن ال م س ل م ين و م ن خيرة العلماء واليوم صارت المدارس الشرعية وكليات الشريعة هي التي تنهض بأعبائه فإن خريجي كليات الشريعة يعانون اليوم بوجه عام عزوف من في بعض باإلضافة لضعف اإلمكانات المادية التي تجعل هذه المؤسسات تأخذ دورهم المأمول الرقي بهذه المؤسسات التعليمية فقد حاولت أن أبرز السمات المنشودة لدى طلبة وخريجي كليات السمات المنشودة في طلبة كليات الشريعة أسباب اختيار الموضوع: 1 إث ارء المكتبة العلمية بهذا الموضوع ( 1 (سورة آل عم ارن آية 18 ) 2 (سورة الزمر آية 9 ) 3 (البخاري محمد بن إسماعيل الجامع الصحيح تحقيق مصطفى ديب البغا ط 3 كتاب العلم باب من يرد هللا به خي ار يفقهه في الدين ج 1 ص 89 دار ابن كثير اليمامة بيروت مسلم بن الحجاج صحيح مسلم كتاب الزكاة باب النهي عن المسألة ج 3 ص 94 دار الجيل بيروت و دار األفاق الجديدة بيروت ) 4 (الترمذي محمد بن عيسى سنن الترمذي تحقيق أحمد محمد شاكر وحكم عليه بأنه صحيح ج 5 ص 48 برقم 1682 دار إحياء الت ارث العربي بيروت أبو داود سنن أبي داود ج 3 ص 354 برقم 3643 وحكم عليه األلباني بأنه صحيح دار الكتاب بيروت ) 5 (سورة التوبة آية رقم 122 ) 6 (رواه مسلم في صحيحه كتاب الذكر والدعاء باب ) 7 (سورة فصلت آية 33 االجتماع على تالوة القرآن ج 8 ص 71 برقم 7028 ~ 2 ~

3 2 بيان السمات التي يأمل الناس معاينتها في طلبة كليات الشريعة منهجية البحث: اتبع الباحث المنهج الوصفي الذي يتناسب مع هذا العنوان الد ارسات السابقة: لم أعثر بعد عناء البحث- من أفرد هذا الموضوع بالبحث وج ل مقاالت وجدته ما متناثرة على صفحات الشبكة العنكبوتية الخطة التفصيلية: اقتضت طبيعة البحث أن تكون خطته التفصيلية على النحو اآلتي: المبحث األول: السمات اإليمانية لطلبة كليات الشريعة ويشمل المطالب اآلتية: المطلب األول: إخالص النية هلل تعالى المطلب الثاني: االفتقار إلى هللا تعالى المطلب الثالث: طهارة النفس من رذائل األخالق المبحث الثاني: السمات الشخصية لطلبة العلم الشرعي ويشمل المطالب اآلتية: المطلب األول: التواضع المطلب الثاني: كثرة المطالعة وتنوع مصادر التلقي المطلب الثالث: الصبر على العلم المطلب ال اربع: حضور المجالس العلمية المطلب الخامس: مواكبة العلوم المستجدة المرتبطة بالعلوم الشرعية المبحث الثالث: السمات ا لجتماعية لطلبة العلم الشرعي ويشمل المطالب اآلتية: المطلب األول: الت ازم األدب التام مع الشيوخ والعلماء المطلب الثاني: التعاون مع الزمالء واألق ارن المطلب الثالث: اختيار الصداقة الطيبة الخاتمة: وتشمل النتائج والتوصيات ~ 3 ~

4 ج المبحث األول: السمات اإليمانية لطلبة كليات الشريعة المطلب األول: إخ لص النية هلل تعالى ت عتبر النية الخالصة هلل تعالى هي أعمال حيث األسس في قبول كل األعمال واألقوال لكون هللا تعالى هو الحسيب الرقيب المط لع على الس ارئر والظواهر وال يخفى عليه شيء في األرض وال في السماء وكثير من أعمال الدنيا تصير بح سن النية من أعمال اآلخرة والعكس صحيح اآلخرة بفساد النية تكون من أعمال الدنيا التي ال توضع في مي ازن المرء يوم القيامة وكم من عمل صغير في مي ازن البشر يصير في مي ازن هللا كبي ار وعظيما بصدق النية وح سنها وكم من عمل حقير بسيط يكون كبي ار وعظيما في مي ازن هللا تعالى فاإلخالص يتمثل في انبعاث القلب إلى الجهة المطلوبة وهو سر بين العبد وربه عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه :" ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " )1( والنية لغة تعني القصد أو الوجه الذي تنويه إنما األعمال بالنيات وإنما لكل )2( وقيل إنها اإل اردة )3( ال يعلمه غير هللا تعالى وفي ذلك روى الغمام البخاري في صحيحه ما نوى امرئ فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى ام أرة أما في اصطالح الفقهاء فقد تعدد عبا ارتهم في بيان المقصود بالنية فذكر الحنفية على أنها:" قصد الطاعة والتقرب إلى هللا تعالى في إيجاد ويميل الباحث إلى تعريف الحنابلة كونهم أشاروا إلى وعرفها الحنابلة بالقول" عزم القلب على فعل العبادة تقربا إلى هللا تعالى" )5( الفعل" )4( ذكر قيد التقر ب إلى هللا تعالى الثواب والعقاب ومن المعاصرين والعمل والحال" )6( باالمتثال وبذلك أخرجوا العادة من التعريف والنية ي حتاج إليها في العبادات المباحات فليس محل أما من اعتبر اإلخالص في طلب العلم"تصفية السر والقول والعمل من إ اردة غير هللا ويكون في القلب والقول فالعلم عبادة والعبادات قربة من القربات فإن كانت نية طالب العلم الشرعي خالصة هلل تعالى ق بل منه ونما ببركته وإن كان المقصود به غير ذلك فقد حبط وضاع وذلك لقول الرسول صلى هللا عليه وسلم :" من طلب العلم لي ماري به السفهاء أو لي باهي به العلماء أو ليصرف جوه الناس إليه فهو في النار" )7( وموضع االستدالل من هذا الحديث هو تحول طلب العلم إلى ني ات السوء المذكورة في الحديث ولضمان إخالص النية هلل تعالى عند طالب العلم الشرعي ينبغي م ارعاة اآلتي: وباال أخرويا نظ ار الستحضار واحدة من وفي الحديث تأكيد على أن تكون النية حسنة في 1 ح سن النية: ويشهد بذلك قول الرسول صلى هللا عليه وسلم "إنما األعمال بالنيات" )8( ذاتها ومقصودها ال تشوبها شائبة وفي ذلك يذكر يحيى بن أبي كثير" تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل" )9( وي ضيف ابن جماعة" ح سن )1( البخاري صحيح البخاري كتاب بدء الوحي باب كيف بدء الوحي إلى رسول هللا ج 1 ص 3 برقم 1 ) 2 (ابن فارس أحمد بن فارس معجم مقاييس اللغة تحقيق عبد السالم محمد هارون ج 5 ص 366 دار الفكر بيروت ) 3 (الكاساني أبو بكر بن مسعود بدائع الصنائع في ترتيب الش ارئع ط 2 ج 1 ص 127 دار الكتب العلمية بيروت ) 4 (ابن عابدين محمد أمين رد المحتار على الدر المختار) حاشية ابن عابدين( ط 2 ج 1 ص 105 دار الفكر-بيروت ) 5 (الحجاوي موسى بن أحمد اإلقناع في فقه اإلمام أحمد بن حنبل تحقيق عبد اللطيف السبكي ص 106 دار المعرفة بيروت ~ 4 ~ wwwal- ) 6 (الربيع وليد اإلخالص في طلب العلم مقال منشور على موقع مجلة الفرقان على ال اربط forqannet/articles/853html ) 7 (األلباني محمد ناصر صحيح الجامع الصغير وزيادته )الفتح الكبير( ط 36 حديث صحيح المكتب اإلسالمي بيروت 2 ص 1091 برقم وحكم عليه األلباني بأنه )8( سبق تخريجه ) 9 (األصبهاني أحمد بن عبد هللا حلية األولياء وطبقات األصفياء ط 4 ج 3 ص 70 دار الكتاب العربي بيروت

5 النية في طلب العلم بأن ي قصد به وجه هللا تعالى والعمل به وتنوير قلبه وتحلية باطنه والق رب من هللا تعالى يوم القيامة والتعر ض لما أعد ألهله من رضوانه وعظيم فضله" )1( 2 قصد اآلخرة: فال يستحضر طالب العلم مسببات حبط العمل من مجارة ومدا ارة ومباهاة ووجاهة ورياسة قال أبو يوسف" يا قوم أريدوا بعلمكم هللا تعالى فإني لم أجلس مجلسا قط انوي فيه أن أتواضع إال أقم حتى أعلوهم ولم أجلس مجلسا قط انوي فيه أن أعلوهم إال لم أقم حتى أفتضح" )2( 3 الحذر من الرياء: وهو ضد اإلخالص ومبطل األعمال فمن ابتغى اإلخالص في أعماله الظاهرة وهو يفكر في إرضاء الناس فقد فكر في المحال ألن اإلخالص به الحياة والرياء ي ميت الروح والجسد وتظهر ثمرة اإلخالص عند طالب العلم الشرعي في استواء المدح والذم وي ضيف الحليمي" ينبغي لطالب العلم أن يكون تعلمه وللعالم أن يكون تعليمه لوجه هللا عز وجل ال ي ريد به المتعلم أن يكتسب بما يتعلمه ماال أو يزداد به في الناس جاها أو على أق ارنه استعالء وال على أضداده إقماء ( إذالال ( وال ي ريد العالم بتعليمه أن يكثر اآلخذون عنه" )3( ) 1 (ابن جماعة محمد إب ارهيم ص 35 تذكر السامع والمتعلم والعالم والمتعلم مكتبة المشكاة اإلسالمية )2( النووي يحيى بن شرف بستان العارفين ص 8 موقع الشاملةابن جماعة تذكرة السامع ص 35 ) 3 (البيهقي أحمد بن الحسين شعب اإليمان تحقيق الدكتور عبد العلي حامد ط 1 ج 3 ص 267 مكتبة الرشد للنشر الرياض ~ 5 ~

6 المطلب الثاني: ا لفتقار إلى هللا تعالى ويتمثل في استشعار طالب العلم الشرعي بحاجته إلى هللا تعالى وتوفيقه ورعايته فطالب العلم الشرعي خصوصا ينبغي عليه أن يدرك أن ما هو فيه من هداية واستقامة وإعانة وثبات هو من فضل هللا تعالى وهذا االستشعار إنما هو أدب عظيم يغفل عنه بعض طلبة العم فاهلل تعالى يقول:" ي ا أ ي ه ا الهناس أ ن ت م ال ف ق ر اء إ ل ى ه للا و ه للا ه و ال غ ن ي ال ح م ي د وموضع االستدالل من اآلية أن جميع الخالئق مما بلغوا من )1( " م ارتب عليها فهم إلى هللا فق ارء ومحتاجون لتوفيقه ورعايته وطالب العلم الشرعي يبتغي فتح هللا عليه كنوز المعرفة ومغاليق العلم لذا يتوجب عليه أن ينكسر إلى هللا تعالى وال ينسب لنفسه شيئا من فهمه وإنجا ازته وهكذا كان السلف الصالح فشيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا كان يذهب إلى المسجد ويسجد هلل تعالى وي مرغ وجهه في الت ارب ويسأل هللا ويقول: يا معلم إب ارهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني" )2( ويتجلى االفتقار إلى هللا في التواضع للمشايخ والعلماء وقد عد اإلمام الشافعي االفتقار من مقومات العلم الستة فقال: أخي لن تنال العلم إال بستة ذكاء وحرص وافتقار وغربة سأنبيك عن تفصيلها ببيان وتلقين أستاذ وطول زمان )3( المطلب الثالث: طهارة النفس من رذائل األخ لق ال شط أن العلم بال طهارة للنفوس ي نتج ضر ار بدال من النفع وهذا ينسحب على العلوم الدنيوية واألخروية وفي ذلك يقول اإلمام الغ ازلي:" أن يكون قصد المتعلم في الحال تحلية باطنه وتجميله بالفضيلة) أي فضيلة( العلم وإ ازحة غشاؤه الجهل وفي المآل القرب من هللا تعالى والترقي إلى جوار المأل األعلى من المالئكة والمقربين وال ي قصد به الرياسة والمال والجاه ومما ارة السفهاء ومباهاة األق ارن" )4( لذا على طالب العلم الشرعي أن ي قدم طهارة النفس على رذائل األخالق بين يدي العلم الذي يتعلمه إلى هللا وي شير لذلك قول هللا تعالى:" ما جعل هللا لرجل من قلبين في جوفه" )5( فالعلم عبادة القلب وهو قربة األطهار تعالى ويمكن أن ي ستفاد من اآلية أن والطباع السيئة نقيضة للعلم الشرعي فال يجتمعان في قلب واحدوينهى هللا تعالى عن ظاهر اإلثم وباطنه في قوله تعالى:" اإل ث م و ب اط ن ه إ هن اهلذ ين ي ك س ب ون اإل ث م س ي ج ز و ن ب م ا ك ان وا ي ق ت ر ف و ن واألمر )6( " األخالق الذميمة و ذ ر وا ظ اه ر وفي اآلية جعل هللا المعاصي الظاهرة والباطنة سواء في التحريم باجتنابهما وهو ما يستدعي طالب العلم الشرعي البعد عن اقت ارف المعاصي صغيرها وكبيرها فعن ابن مسعود رضي هللا عنه قال:"إني ألحسب العبد ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها" )7( )8( وحفظه وهو ما أثبته اإلمام الشافعي في قوله: وقال النووي:" ينبغي أن يطهر قلبه من األدناس ليصلح لقبول العلم واستثماره" )9( شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي )1( سورة غافر آية 15 ~ 6 ~ 2( ا( بن تيمية أحمد بن عبد الحليم حقوق آل البيت تحقيق عبد القادر عطا ص 12 د ار الكتب العلمية بيروت )3( الشافعي محمد بن إدريس ديوان الشافعي )4( الغ ازلي محمد بن محمد إحياء عوم الدين ج 1 ص 53 دار المعرفة بيروت )5( الترمذي سنن الترمذي ج 5 ص 348 برقم 3199 وحكم عليه الترمذي بأن حسن وحكم األلباني عليه بأن ضعيف اإلسناد ) 6 (سورة األنعام آية 120 )7( الخطيب البغدادي أحمد اقتضاء العلم العمل تحقيق محمد ناصر الدين األلباني ط 4 ص 96 المكتب اإلسالمي بيروت )8( النووي يحي بن شرف المجموع شرح المهذب ))مع تكملة السبكي والمطيعي(( ج 1 ص 35 دار الفكر بيروت ) 9 (الشافعي ديوان الشافعي

7 ف المبحث الثاني: السمات الشخصية لطلبة العلم الشرعي المطلب األول: التواضع لقد ضرب القرآن الكريم مثال خالدا لطلبة العلم تجلى فيه التواضع بين طرفي التعلم ويتمثل هذا الموقف في قصة موسى عليه السالم) الذي كان طالب علم( مع معلمه الخصر في بضع آيات من سورة الكهف فقال هللا تعالى:" و إ ذ ق ال م وس ى ل ف ت اه ل أ ب ر ح ح هتى أ ب ل غ م ج م ع ال ب ح ر ي ن أ و ي أ م ض ح ق ب ا )60( ف ل هما ب ل غ ا م ج م ع ب ي ن ه م ا ن س ي ا ح وت ه م ا ف اهتخ ذ س ب يل ه ف ي ال ب ح ر س ر ب ا )61( ف ل هما ج او ز ا ق ال ل ف ت اه آت ن ا غ د اء ن ا ل ق د ل ق ين ا م ن س ف ر ن ا ه ذ ا ن ص ب ا )62( ق ال أ ر أ ي ت إ ذ أ و ي ن ا إ ل ى ال هصخ ر ة ف إ ن ي ن س يت ال ح وت و م ا أ ن س ان يه إ ه ل ال هشي ط ان أ ن أ ذ ك ر ه و اهتخ ذ س ب يل ه ف ي ال ب ح ر ما ك هنا ن ب غ ف ار ت هدا ع ل ى آث ار ه م ا ق ص ص ا )64( ف و ج د ا ع ب د ا م ن ع ب اد ن ا آت ي ن اه ر ح م ة م ن ع ن د ن ا و ع هلم ن اه م ن ل د هنا ع ل م ا ع ج ب ا )63 ) ق ال ذ ل ك )65( ق ال ل ه م وس ى ه ل أ هتب ع ك ع ل ى أ ن ت ع ل م ن م هما ع ل م ت ر ش د ا )66( ق ال إ هنك ل ن ت س ت ط يع م ع ي ص ب ر ا )67( و ك ي ف ت ص ب ر ع ل ى م ا ل م ) ق ال ف إ ن اهتب ع ت ن ي ف ل ت س أ ل ن ي ع ن ش ب ه خ ب ر ا )68( ق ال س ت ج د ن ي إ ن ش اء ه للا ص اب ر ا و ل أ ع ص ي ل ك أ م ر ا )69 ي ء ح هتى أ ح د ث ل ك م ن ه ت ح ط ذ ك ر ا )70( ف ان ط ل ق ا ح هتى إ ذ ا ر ك ب ا ف ي ال هسف ين ة خ ر ق ه ا ق ال أ خ ر ق ت ه ا ل ت غ ر ق أ ه ل ه ا ل ق د ج ئ ت ش ي ئ ا إ م ر ا )71( )1( حيث تمثل حلق التواضع في طلب العلم الشرعي واألخروي فهو يقتضي التأدب مع المعلم كل متعلم قدر معلمه وهو ما استحضره موسى عليه السالم حينما استأذن من الخضر السالم بأدب السؤال وتعليمه بالطريقة المثلى في التعامل مع السكينة للعلم وتعلموا والزمالء والمناهج والخطط وكل ما يتعلق بالعلم المقصود ثم وجوب معرفة بإتباعه والسير معه وكذلك الت ازم موسى عليه المعلم وفي التواضع يقول عمر بن الخطاب رضي هللا عنه :" تعلموا العلم والحلم وتواضعوا لمن تعلمون وليتواضع لكم من ت علمون وال تكونوا جبابرة العلماء وال يقوم علمكم مع جهلكم" )2( وكتب اإلمام مالك إلى الخليفة الرشيد" إذا علمت علما فلي ر عليك أثره وسكينته وسمته ووقاره وحلمه" أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح" )3( )4( ويتجسد التواضع في ب عد طالب العلم الشرعي عن أنفته أن يتعلم من كل األط ارف والجهات واألشخاص حتى ممن وقال اإلمام الشافعي:" ال يطلب هم دونه في المكانة والتخصص والمكانة االجتماعية والعلمية بل يقبل العلم قبوال حسنا ويشكر هللا تعالى على ما تعلمه ثم يشكر من علمه شيئا ومن التواضع أن يسأل طالب العلم الشرعي عما يغيب عنه من أحكام ومسائل شرعية وغير ذلك ومن الخطأ استحياؤهم من السؤال أو التكبر عن ذلك وقد ر وي عن مجاهد قوله:"ال يتعلم مستحي أو مستكبر" ويبغض العالم الجبار المطلب الثاني: كثرة المطالعة وتنوع مصادر التلقي الذي يقع فيه بعض طلبة العلم الشرعي )5( اهلل عز وجل يحب العالم المتواضع لقد كان من أخالق سلفنا الصالح المداومة على المذاكرة للعلم الذي يتعلموه ذكر اإلمام الشافعي:" طلب العلم أفضل من صالة النافلة" )6( ومما وهذا اآلثار استنبطها أصحابها من قول الرسول صلى هللا عليه وسلم :" فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع" )7( ي جدر اإلشارة إليه أن الحث على المطالعة والق ارءة المتواصلة في التخصص وحضور مجالس العلم ال ي غني عن الشيخ أ األستاذ ألن من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه وإنما المقصود هنا الزيادة على ما يشرحه األستاذ لذا ينبغي على طالب العلم الشرعي تحديدا )1( سورة الكهف اآليات ~ 7 ~ )2( وكيع بن الج ارح الزهد تحقيق )3( ابن جماعة تذكرة السامع والمتكلم ص 11 )4( المصدر السابق ص 36 ) 5 (المصدر السابق ص 57 عبد الرحمن الفريوائي ط 1 ص 538 مكتبة الدار المدينة المنورة ) 6 (القليوبي أحمد حاشية قليوبي على شرح جالل الدين المحلي على منهاج الطالبين تحقيق مكتب البحوث والد ارسات ج 4 ص 215 دار الفكر بيروت )7( الحاكم محمد المستدرك على الصحيحين تحقيق مصطفى عطا ط 1 ج 1 ص 92 برقم 314 دار الكتب العلمية بيروت

8 أن تكون له خطة مدروسة وواقعية للمطالعة والمذاكرة وم ارجعة المعلومات ومن الثابت واقعيا أن المحاض ارت الجامعية إنما تملك الطالب مفاتيح العلم وهو ما يستدعي من طالب العلم اشرعي تكوين البيئة العلمية الخاصة به من حيث المكتبة الشخصية البرنامج اإلث ارئي له وبالنظر لحال العرب مع المطالعة الذاتية نجد ما ي دمي القلب حيث ذكرت للمجلس تابعة النشر شؤون تتابع لجنة إليها خلصت نتائج األعلى للثقافة في مصر أن العالم العربي يقف في ذيل قائمة األمم القارئة ذلك أن متوسط معدل الق ارءة فيه ال يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا بينما جاءت الواليات المتحدة في المرتبة األولى وبينت الد ارسة الق ارءة في أميركا إلى 11 كتابا للفرد سنويا وفي بريطانيا إلى سبعة كتب ما يظهر مدى التدن ي الذي وصلت له معدالت أن متوسط الق ارءة عربيا ربع صفحة للفرد سنويا بينما تصل معدالت الق ارءة في الوطن العربي وفقا ألحدث الد ارسات التي تتبناها اللجنة لقياس مجال اإلقبال على الق ارءة" والد ارسة التي قامت بها اللجنة تشير إلى نتائج مماثلة خلصت إليها منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة )يونسكو( أوضحت أن نصيب كل مليون عربي ال يتجاوز ثالثين كتابا مقابل 854 كتابا لكل مليون أوروبي أي أن معدل ق ارءة الشخص العربي ربع صفحة في السنة مقابل معدل ق ارءة كبير للفرد األميركي الذي يصل إلى 11 كتابا في العام الواحد )1( وبحسب "تقرير التنمية البشرية" للعام 2003 الصادر عن اليونسكو يق أر المواطن العربي أقل من كتاب بكثير فكل يقرؤون شخصا 80 كتابا واحدا في السنة في المقابل يق أر المواطن األوروبي نحو 35 كتابا في السنة والمواطن اإلس ارئيلي 40 كتابا وجاء في "تقرير التنمية الثقافية" للعام سنويا 2011 الصادر عن "مؤسسة الفكر العربي" أن العربي يق أر بمعدل وفي د ارسة أجرتها شركة سينوفات المتعددة الجنسيات ألبحاث السوق عام 6 دقائق سنويا بينما يق أر األوروبي بمعد ل ساعة جاء أن المصريين والمغاربة يقضون أربعين دقيقة يوميا في ق ارءة الصحف والمجالت مقابل 35 دقيقة في تونس و 34 دقيقة في السعودية و 31 دقيقة في لبنان وفي مجال ق ارءة الكتب يق أر اللبنانيون 588 دقيقة في الشهر وفي مصر 540 دقيقة وفي المغرب 506 دقائق وفي السعودية 378 دقيقة هذه األرقام تعكس واقعا إيجابيا أكثر من األرقام السابقة ينتج هذا االختالف من كون األرقام األخيرة تشمل ق ارءة القرآن الكريم أما األرقام السابقة فال تحسب إال ق ارءة الكتب الثقافية وتتغاضى عن ق ارءة الصحف والمجالت والكتب الد ارسية وملفات العمل والتقارير وكتب التسلية )2( ومما يجدر اإلشارة إليه أن المعلومة الشرعية ال تنحصر في الكتاب المقرر أو المحاضرة الجامعية وإنما تتعدى مجاالتها ومصادرها لتشمل المحاض ارت المباشرة والمرفوعة على شبكة االنترنت والتسجيالت المخز نة على األق ارص المدمجة فهذه الوسائل تساعد طالب التكنولوجية العلم الشرعي لي عدد مصادر التلقي الموثوقة ي ضاف لذلك الفضائيات العلمية التي يزخر بها الفضاء اإلعالمي ففيها خير كثير ممكن أن يعوض النقص والضعف في األداء الجامعي ومن األسباب الفعلية و ارء هذه المعدالت المخيفة: قصور مناهج التعليم والتربية في الوطن العربي عدم تغيري أساليب تنمية مها ارت الق ارءة في المرحلة االبتدائية فالثانوية فالجامعية عدم تشجيع أف ارد األسرة الطفل على الق ارءة والتفكر منذ الصغر منافسة وسائل اإلعالم المختلفة للكتاب وخاصة الفضائيات واإلذاعات غياب مفهوم التعليم والتثقيف الذاتي عند أف ارد المجتمع حالة اإلحباط واليأس التي يعيشها اإلنسان في المجتمع العربي واإلسالمي الغزو الثقافي الغربي وترويج ثقافة الالمباالة واألنانية raseef22com/culture/2015/04/23/reading-habits-in-the-arab-world)2( مقال كم يق أر العرب وماذا يق أرون ~ 8 ~

9 غياب الروح التشجيعية لدى المؤسسات الثقافية قلة الدعم المالي إلنشاء المكتبات العامة ودعم الكتاب ليصبح رخيص الثمن وفي متناول الجميع عدم اهتمام الدول بالكتاب وأعمالهم ومكافأتهم على أعمالهم المتميزة كما تفعل الدول األخرى )1( 11 اتباع بعض الدول سياسة فرض التخلف التعليمي على شعوبهم للسيطرة عليهم والتحكم في رغباتهم المطلب الثالث: الصبر على العلم ي عتبر العلم الشرعي من أشرف النعم التي ي نعم هللا بها على بعض عباده فهو أعلى الم ارتب والمنازل كونه مي ارث األنبياء ومهنة الصالحين من السلف الصالح وهو الطريق الموصل للجنة لقول الرسول صلى هللا عليه وسلم " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سه ل هللا به طريقا إلى الجنة" )2( وبذلك فإن سلوك هذا الطريق بصفة عامة صعب وإن تحصيل اآلخرة ال يحصل المرء عليه إال بالسعي الحثيث ويؤكد على ذلك أبو هريرة رضي هللا عنه بقوله:" أال إن سلعة هللا غالية أال إن سلعة هللا الجنة" )3( وروى في ذلك مسلم في صحيحه عن يحيى بن أبي كثير قوله" ال ي ستطاع العلم ب ارحة الجسم" )4( وقال ابن القيم" وأما سعادة العلم فال يورثك إياها إال بذل الوسع وصدق الطلب وصحة النية" )5( وس ئل ابن عباس رضي هللا عنهما بم أدركت العلم قال:" بلسان سؤول وقلب عقول وبدن غير ملول" )6( مثاال في المصابرة لم س ئل إلى متى تستمر في طلب العلم وقد أصبحت إماما للمسلمين قال: مع المحبرة إلى المقبرة" )7( ومن خالل ما سبق من نقول عن السلف أصبح ل ازما على طالب العلم الشرعي وتحصيله وذلك لكون العلم يتمثل في مطلوبة والمالحظة الدقيقة وااللت ازم بحضور رياض الجنة مجالس العلم- وضرب اإلمام أحمد بن حنبل تحديدا - الصبر والمصابرة على مشقة طلب العلم الرباني الشرعي الذي يتطلب حضور الذهن والنية الصالحة واإلخالص الصافي والمثابرة المطلب ال اربع: حضور المجالس العلمية ال شك لدى الباحث وهللا أعلم- أن النظام التعليم العالي الذي يعتمد المحاض ارت األسبوعية في كليات الشريعة تعتبر من مجالس العلم ويجري عليها ما يجري على حلقات العلم في المساجد الذي جاءت بذكرها األحاديث النبوية وذلك من حيث األجر والثواب وااللت ازم بآدابها وآداب شيخها أو معلمها وبالتالي فإن طالب العلم الشرعي في كليات الشريعة في الجامعات المعاصرة مأجور بالحضور لقول الرسول صلى هللا عليه وسلم ألبي ذر الغفاري رضي هللا عنه :" يا أبا ذر ألن تغدوا فتعلم آية من كتاب هللا خير لك من أن ت صلي مائة ركعة وألن وموضع الشاهد من هذا الحديث بيان فضل العلم على تغدوا فتعلم بابا من العلم ع مل به أو لم ي عمل خير لك من أن تصلي ألف ركعة" )8( )1( اآلغا ناصر جاسر د ارسة واقع الق ارءة في الوطن العربي خانيونس على ال اربط )2( مسلم صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء باب االجتماع على العلم ج 8 ص 71 برقم 7028 ) 3 (الترمذي سنن الترمذي كتاب الزهد باب صفة أواني الحوض ج 4 ص 633 برقم 2450 وحكم عليه األلباني بأنه حديث صحيح )4( مسلم بن الحجاج صحيح مسلم كتاب المساجد باب أوقات الصلوات ج 2 ص 105 برقم 1421 )5( ابن القيم محمد بن أبي بكر مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإل اردة ص 108 دار الكتب العلمية بيروت ~ 9 ~ )6( لم أجده إال في هذا المرجعابن عثيمين محمد بن صالح مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين جمع وترتيب : فهد بن ناصر بن إب ارهيم السليمان ج 26 ص 147 طبعة 1413 ه دار الوطن دار الثريا )7( ابن الجوزي عبد الرحمن تلبيس إبليس ط 1 ص 292 دار الفكر للطباعة والنشر بيروت )8( ابن ماجه محمد بن يزيد سنن ابن ماجه ج 1 ص 79 برقم 219 وحكم عليه األلباني بأنه ضعيف دار الفكر بيروت

10 العبادة وذلك الستعمال لفظ )ألن تغدو( أي تذهب ولكون العلم الشرعي له مواطن منها المسجد والمدرسة والجامعة وإن ذهاب الطالب لكليات الشريعة ليتعلم أحكام دينه يندرج تحت هذا الفضل ويتحصل له األجر والثواب وأحاديث الذكر واالجتماع لمدارسة العلم الشرعي أكثر من ت حصى في هذا المقام ومنها قول الرسول صلى هللا عليه وسلم :" ما من قوم اجتمعوا يذكرون هللا عز وجل ال يريدون بذلك إال وفي هذا الحديث لم يخصص الرسول صلى هللا عليه وجهه إال ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفو ار لكم قد ب د لت سيئاتكم حسنات" )1( وسلم الجلوس والتعلم في المسجد دون غيره من األماكن وبالتالي تندرج كليات الشريعة تحت هذا الحديث وقد مر أع اربيا على ابن مسعود رضي هللا عنه وهو يقتسمونه بينهم" )2( يعل م طالبه وي حد ثهم وتتعدى مجاالت مجالس العلم التي يؤجر المرء بحضورها األكاديمية فقال األع اربي: عالم اجتمعوا هؤالء لتشمل النافعة وتشمل كذلك المناقشات العلمية للرسائل الجامعية ( الماجستير فقال ابن مسعود: على مي ارث محمد صلى هللا عليه وسلم الدروس في المساجد والم اركز الثقافية وخطب الجمعة والمحاض ارت والدكتو ارة ومشاريع التخر ج(وبحضورها الطالب يستفيد الملكة الالزمة للمناقشات في حياته العلمية والمهنية وكذا حضور المؤتم ارت العلمية الشرعية وعرض األو ارق العلمية وت مكن طالب كليات الشريعة االندماج في األوساط العلمية والخ لطة باألساتذة والعلماء من شتى الجامعات وفي الدو ارت العلمية الممنهجة التي تعقدها كليات الشريعة وو ازرة األوقاف وما سبق من مجالس علم قد تكون على العالم االفت ارضي من خال شبكة االنترنت خصوصا بعد الثورة التكنولوجية الهائلة التي يستوجب على طلبة كليات الشريعة االستفادة منها المطلب الخامس: مواكبة العلوم المستجدة إن الدارس والمتتبع للتطور الذي ي ارفق النقالت النوعية في العلم الشرعي والبحث الفقهي يلمس بالمالحظة التطور المستمر في العلوم المرتبطة بشكل وثيق بالبحث الفقهي المعاصر وال شك لدى الطالب والعالم في العلم الشرعي بأن النصوص الشرعية والقف ازت النوعية متناهية بينما المستجدات االقتصادية والطبية والعلمية غير متناهية لذا يستوجب على طلبة العلم الشرعي وأهله اإلحاطة والعلم بكل جزئية من هذه المستجدات التي تستلزم اجتهادا فقهيا فكان االجتهاد المعاصر والمجامع الفقهية المعاصرة هي المخرج من هذا التقوقع الذي اكتنف بعض العلماء في السنوات الماضية فاتجه علماء الشريعة وطلبتها نحو التكامل بين علماء الشريعة من جهة وبين علماء النازلة من حيث تخصصهم فإذا ع رضت على علماء الشريعة مسألة اقتصادية أو طبية توقفوا في الحكم عليها حتى يتصوروا ال أري االقتصادي أو الطبي أو العلمي من أهل االختصاص ألن الحكم على الشيء فرع عن تصوره فمن الخطأ الفادح الذي يقع فيه بعض طلبة الشريعة الحكم على مسألة لم يتصورها ولم ي حط بها علما من أهل االختصاص فالحكم على المعاملة االقتصادية المعاصرة والحكم على عمل المصارف اإلسالمية يستوجب االستعانة بأهل االقتصاد والمحاسبة وذوي الخبرة المالية وكذلك الحكم على مسألة طبية معاصرة يقتضي االستماع أهل الطب وكذا المسائل الفلكية والقانونية وقد اعتبر بعض العلماء أن هناك ثالثة علوم ضرورية لطلبة العلم الشرعي وأهله وهي: 1 علم النفس اإلسالمي للتعرف على الطبيعة اإلنسانية كما خلقها هللا تعالى 2 علم التربية اإلسالمية للتعر ف على النظرة اإلسالمية لإلنسان والمعرفة واألخالق والمجتمع 3 مناهج البحث العلمي الذي يستخدمها في حياته العلمية والبحثية )3( إلى ) 1 (أحمد بن حنبل مسند اإلمام أحمد بن حنبل األحاديث مذيلة بأحكام شعيب األرنؤوط عليها ج 2 ص 142 برقم وحكم عليه شعيب االرنؤوط بأن الحديث صحيح لغيره مؤسسة قرطبة القاهرة )2( الخطيب البغدادي أحمد بن علي شرف أصحاب الحديث تحقيق محمد خطي اوغلي ص 45 دار إحياء السنة النبوية أنقرة )3( النقيب عبد الرحمن الثقافة التربوية لطلبة علوم الشريعة في جامعة األزهر د ارسة حالة بحث مقدم لمؤتمر علوم الشريعة في الجامعات ج 2 المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ص 307 ~ 10 ~

11 المبحث الثالث: السمات ا لجتماعية لطلبة العلم الشرعي المطلب األول: الت ازم األدب التام مع الشيوخ والعلماء إن من الحقوق المستحقة ألهل العلم النافع المفيد عامة وأهل العلم الشرعي خاصة يكمن في احت ارمهم وتقديرهم لقول الرسول صلى هللا عليه ويقول طاووس بن كيسان:" من السنة أو ي وق ر أربعة: العالم وذو وسلم :" ليس منا من لم ي جل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه" )1( ولعل المقصود باحت ارم ذي الشيبة والسلطان يكمن في المؤمن منهم والملتزم بأحكام القرآن الشيبة والسلطان والوالد هذا من سنة نبيكم" )2( الكريم والسنة النبوية والجدير ذكره أن من أهم مظاهر قدر اإلمكان في المجال العلمي األكاديمي أستاذه وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن مهدي:" كان الرجل من احت ارم العلماء السكينة والوقار في مجالس العلم والذكر والمبادر لمساعدة العلماء واالجتماعي كذلك وأن يتقبل طالب العلم الشرعي تحديدا األسلوب التربوي الذي يستخدمه وإذا لقي من هو دونه في العلم علمه وتواضع له وإذا لقي من ه مثله في اعلم ذاكره ودارسه" )3( أهل العلم إذا لقي من هو فوقه في العلم فهو يوم غنيمته سأله وتعلم منه ولعل من الضروري محاولة التوفيق بين هذه النظرة التقديرية للمعلم من قبل طلبته وبين مقولة ابن عساكر الشهيرة في التحذير من النيل من العلماء وانتقادهم واالعت ارض عليهم ورد أقوالهم فقد ذكر ابن عساكر في واحد من كتبه" واعلم يا أخي وفقنا هللا وإياك لمرضاته ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته إن لحوم العلماء رحمة هللا عليهم مسمومة وعادة هللا في هتك أستار منتقصيهم معلومة ألن الوقيعة فيهم بما هم منه ب ارء أمره عظيم والتناول ألع ارضهم بالزور واالفت ارء مرتع وخيم واالختالق على من اختاره هللا منهم لنعش العلم خلق ذميم واالقتداء بما مدح هللا به قول المتبعين من االستغفار لمن سبقهم وصف كريم " )4( فهذا القول على جاللته وبالغته فإنه ينحصر في العلماء الربانيين الذين يتبعون القرآن الكريم ويعملون بما فيه وال يخافون في هللا لومة الئم أما وقد ابت ليت األمة بعلماء سوء يعرفون الحق ويحيدون عنه مرضاة للظالم فهؤالء ليسوا ممن عناهم ابن عساكر بل الواجب التحذير منهم بكل وسيلة متاحة ليحذر الناس من شرهم وضالالتهم فالواجب التروي قبل تخطئة العالم واالعت ارض على قوله واإلحاطة بالمسألة مدار البحث والنقاش المطلب الثاني: التعاون مع الزم لء واألق ارن ينبغي اإلشارة إلى أن احت ارم المعلم لزمالئه يوثق ع رى المحبة ويقوي أواصر العالقة الطيبة وهو ما يعود على المتعلم وزمالئه فذكر ابن جماعة صو ار من احت ارم المتعلم لزمالئه فقال:" أن يتأد ب مع حاضري مجلس الشيخ فإنه أدب معه واحت ارم أصحابه ويحترم كب ارءه وأق ارنه وال يجلس وسط الحلقة وال قدام أحد إال لضرورة كما في مجالس الحديث وال لمجلسه وهم رفقاؤه في وقر يفرق بين رفيقين وال بين متصاحبين إال بإذنهما معا وال فوق من هو أولى منه وينبغي للحاضرين إذا جاء القادم أن يرحبوا به ويوسعوا له ويتوسعوا ألجله ويكرموه بما ي كرم به مثله وإذا ف سح له في المجلس وكان حرجا ضم نفسه وال يتوسع" )5( ومن احت ارم الزمالء أن يقدم كبير السن حين الدخول لقاعة التدريس أو أي مجلس علم يقول السمعاني:" إذا حضر جماعة من الطلبة وأ ذن لهم في الدخول على الم ملي فينبغي أن يقدموا أسنهم وي دخلوه أمامهم فإن ذلك من السنة" )6( عن بإذنه ومن احت ارم الزمالء أال يقطع كالمهم أثناء الدرس أو يظهر عدم االهتمام ألن ذلك مدعاة للتباغض والضغينة وأال ي ازحم زمالءه على األستاذ وال يقطع حديث زميل له مع آخر إال ابن عمر قال جاء رجالن إلى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم أحدهما من األنصار واآلخر من ثقيف فسبقه األنصاري فقال )1( الحاكم المستدرك على الصحيحين ج 1 ص 211 برقم 421 وعلق الذهبي بأن مالك ثقة مصري ) 2 (الصنعاني عبد الر ازق المصنف تحقيق حبيب األعظمي ط 2 ج 11 ص 137 برقم المكتب اإلسالمي بيروت ) 3 (ال ارمهرمزي الحسن بن عبد الرحمن المحدث الفاصل بين ال اروي والواعي ط 3 ص 206 دار الفكر بيروت ~ 11 ~ 4( ا( بن عساكر علي تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى اإلمام أبي الحسن األشعري ط 3 ص 29 دار الكتاب العربي بيروت )5( ابن جماعة تذكرة السامع والمتكلم والعالم والمتعلم ص 232 )6( السمعاني عبد الكريم أدب اإلمالء واالستمالء شرح وم ارجعة سعيد مجمد اللحام ط 1 ص 137 دار ومكتبه الهالل بيروت

12 النبي صلى هللا عليه و سلم للثقفي يا أخا ثقيف سبقك األنصاري فقال األنصاري أنا أبدئه يا رسول هللا فقال النبي صلى هللا عليه و سلم يا أخا ثقيف سل عن حاجتك وإن شئت أنا أخبرتك بما جئت " )1( ويقول الزرنوجي في بيان الش اركة العلمية بين الزمالء:" ومن تعظيم العلم تعظيم الشركاء في طلب العلم والدرس ومن يتعلم منه والتملق مذموم إال في طلب العلم فإنه ينبغي له التملق ألستاذه وشركائه ليستفيد منهم" )2( ومن احت ارم الزمالء واألق ارن أيضا ستر العو ارت والعفو عن الزالت يقول ابن جماعة في ذلك:" أن ي لزم أهل المدرسة بإفشاء السالم وإظهار المودة واالحت ارم ويرعى لهم حق الجيرة والصحبة واألخوة في الدين والحرفة ألنهم أهل العلم وحملته وطالبه ويتغافل عن تقصيرهم ويغفر زللهم ويستر عو ارتهم ويشكر محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم" )3( وإن هذه العالقة الطيبة تقود حتما للتعاون بين زمالء العلم وت رسخ النصيحة بينهم وفي ذلك يقول اإلمام النووي:" وينبغي أن يرشد رفقته وغيرهم من الطلبة إلى مواطن االشتغال والفائدة ويذكر لهم ما استفاده على جهة النصيحة والمذاكرة وبإرشادهم ي بار ك له في علمه ويستنير قلبه وتتأكد المسائل معه مع جزيل ثواب هللا عز وجل ومن بخل بذلك كان بضده فال يثبت معه وإن ثبت معه لم يثمر وال يحسد أحدا وال ألهمية التعاون في طلب العلم بوب اإلمام البخاري ذلك في كتاب العلم من صحيحه بعنوان) التناوب في طلب يحتقره وال يعجب بفهمه " )4( العلم( وذكر حال عمر بن الخطاب رضي هللا عنه إلي قال" كنت أنا وجار لي من األنصار في بني أمية بن زيد من عوالي المدينة- وكنا نتناوب النزول على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا وفي شرح هذا الحديث قال ابن حجر العسقالني:" وفيه أن الطالب ال يغفل عن النظر في أمر معاشه ليستعين على نزل فعل مثل ذلك" )5( طلب العلم وغيره مع أخذه بالحزم في السؤال عما يفوته يوم غيبته لما ع ل م من حال عمر أنه كان يتعانى التجارة إذ ذاك" )6( المطلب الثالث: اختيار الصداقة الطيبة حث اإلسالم على اختيار الصحبة الصالحة وأكد على ضرورة االرتباط بأصدقاء الخير الذين يمتازون بتقديم النصيحة والمشورة الصالحة وبي ن ذلك رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في قوله:" مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد ال يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة " )7( ويؤكد ذلك رسول صلى هللا عليه وسلم في قوله :" المؤمن مرآة أخيه والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من و ارئه" )8( وهنا تتجلى أهمية الصحبة العلمية الصالحة في المجال العلمي واألكاديمي وما لها من تأثير إيجابي يحرك النفس نحو المنافسة النظيفة في العلم الشرعي والبحث وفي ذلك يقول الدكتور بكر أبو زيد:" كما أن العرق دساس فإن أدب السوء دساس إذ الطبيعة نقال والطباع سر اقة والناس كأس ارب القطا مجبولون ونظ ار ألهمية الصحبة الصالحة ذكر ذلك على تشبه بعضهم ببعض فاحذر معاشر من كان كذلك فإنه العطب والدفع أسهل من الرفع" )9( )1( عبد ال ازق المصنف ج 5 ص 15 برقم )2( الزرنوجي برهان اإلسالم 8830 الطب ارني تعليم المتعلم طريق التعلم ط 1 ص 31 المكتبة السودانية السودان )3( ابن جماعة تذكرة السامع والمتكلم والعالم والمتعلم ص 266 )4( النووي المجموع ج 1 ص 39 )5( رواه البخاري في صحيحه كتاب العلم باب التناوب على العلم ج 1 ص 46 برقم 89 )6( ابن حجر أحمد بن علي فتح الباري شرح صحيح البخاري ج 1 ص 186 دار المعرفة بيروت )7( رواه البخاري في صحيحه كتاب البيوع باب السهولة والسماحة في الش ارء والبيع ج 2 ص 741 برقم 1995 ورواه مسلم في صحيحه كتاب البر والصلة األدب باب استحباب مجالسة الصالحين ج 8 ص 37 برقم 6860 ) 8 (أبو داود سنن أبي داود كتاب األدب باب النصيحة والحياطة للمسلم ج 2 ص 296 برقم 4918 قال األلباني بأنه حسن )9( أبو زيد بكر بن عبد هللا حلية طالب العلم ط 1 ص 23 دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض ~ 12 ~

13 وينبغي ابن جماعة بقوله:" أن يختار أصلحهم حاال وأكثرهم اشتغاال وأجودهم طبعا وأصونهم عرضا ليكون معينا له على ما هو بصدده" )1( لطالب العلم الشرعي أن يختار أصدقاءه بناء على عدة صفات منها : )2( الدي ن مح سن الخ لق: حيث يقول ابن جماعة في ذلك:" فليكن صاحبا صالحا دينا تقيا ورعا ذكيا كثير الخير قليل الشر حسن المدا ارة قليل المما ارة إن نسي ذك ره وإن ذكر أعانه وإن احتاج واساه وإن ضجر صب ره" )3( 1 علو الهمة في طلب العلم: ألن ذلك سيكون دافعا للتأثر به واالجتهاد في الطلب يقول في ذلك الزرنوجي:" فينبغي الم جد الورع وصاحب الطبع المستقيم والمتفهم ويفر من الكسالن والمعطل والمكثار والمفسد والفتان" )4( أن يختار 2 الغيظ من صفاته الفسيولوجية التي تديم المحبة والعالقة بشاشة الوجه ولطف اللسان وسعة القلب وبسط اليد وكظم 3 وترك الكبر ومما ينبغي التنبيه له عدم التقليل من شأن صداقات الطالب في بيئته العلمية األكاديمية ألنها يمكن أن تساعد أو تعيقه أكاديمي ا واجتماعي ا ووفق ا لد ارسة دارتموث أصدقاء مع فوائد أكاديمية التي نشرت في مجلة )Context( وفي مقال جانيس مكابي -أستاذ مشارك في علم االجتماع في جامعة دارتموث بعنوان "كيف تؤثر الشبكات االجتماعية على النجاح االجتماعي و األكاديمي اختبرت الد ارسات السابقة أهمية دور األق ارن في حياة الطالب وغالب ا ما كانت تركز على تأثير الصداقات االجتماعي وقد قام البحث على التحليل والتحديد النظري لشبكات تتكون من 67 طالب ا في إحدى جامعات الغرب األوسط التي يغلب فيها العرق األبيض وذلك بالنظر إلى الدور الذي تلعبه الصداقات في حياة الطالب وكثافة العالقات التي يكونها الطالب مع األصدقاء تجد مكابي أن صداقات الطالب يمكن تصنيفها إلى ثالثة أنواع من الشبكات إما أن يكون الطالب مجموعات متقاربة حيث جميع أف اردها يعرفون بعضهم البعض تقريب ا وشبكتهم تشبه كرة من الخيط أو عينات تتكون من مجموعة مستقلة ال تعتمد على األصدقاء للشعور باالنتماء ومعزولة اجتماعي ا لكنها ناجحة أكاديمي ا دون مساعدة من أصدقائهم أو مجموعات متباعدة يملكون حوالي 4-2 مجموعات من األصدقاء الذين ال يعرفون بعضهم بعض ا وشبكتهم تشبه ربطة العنق يمتلك األشخاص من هذه المجموعة صديق أو أكثر للد ارسة وآخرون للهو والترويح عن الذات مع توازن جيد بين كال النوعين وخلصت د ارسة مكابي أن نوع الصداقة التي كونها الطالب أثناء الد ارسة الجامعية هو نفسه بعد التخرج منها وأن صداقات الجامعة التي تقدم روابط أكاديمية واجتماعية قوية هي األكثر ديمومة )5( )1( ابن جماعة تذكرة السامع والمتكلم والعالم والمتعلم ص 69 )2( علي عبد الحميد أحمد التحصيل الد ارسي وعالقته بالقيم اإلسالمية التربوية ص 221 مكتبة حسن العصرية بيروت لبنان )3( ابن جماعة تذكرة السامع والمتكلم والعالم والمتعلم ص 79 )4( الزرنوجي تعليم المتعلم طريق التعلم ص 50 )5( مجلة نون العلمية على ال اربط ~ 13 ~

14 الخاتمة أحمد هللا تعالى أن وفقني إلتمام هذا العلم وأسأل هللا تعالى أن يكون في مي ازن حسناتنا يوم القيامة وبعد خوض غمار هذا الم وضوع ألهميته يجد ربي إظهار أهم النتائج التي توصلت إليها ومنها: إخالص النية هلل تعالى أساس قبول كل عمل وبالتالي فهي منطلق أساسي لطلبة كليات الشريعة ينبغي االستشعار الدائم باالفتقار هلل تعالى طوال حياة طلبة العلم وعدم االغت ارر بالنجاحات ال يجتمع العلم الشرعي المؤثر مع النفوس الخبيثة التواضع لدى طلبة كليات الشريعة دافعا الحت ارم الناس وتقديرهم ال بد لطالب كلية الشريعة من برنامج مطالعة وخطة منهجية للكتب النافعة والمتخصصة صبر طالب العلم وتصب ره على مشقة العلم يوصله لم ارده بعون هللا تعالى ال يمكن لطالب العلم الشرعي القدرة على اإلفتاء بأية مسألة معاصرة دون الرجوع للعلوم المستجدة تظهر ثمرة العلم الشرعي في الت ازم األدب مع الشيوخ والزمالء واختيار األصدقاء الصالحين ويوصي الباحث بمايلي: مواصلة البحث في السمات المنشودة لطلبة كليات الشريعة وضع خطط واقعية لتعزيز القيم التربوية اإلسالمية لدى طلبة كليات الشريعة طرح مساقات حول الشخصية المطلوبة من كليات الشريعة التعاون والتواصل مع و ازرة األوقاف وو ازرة التربوية لتقييم أداء خريجي كليات الشريعة والوقوف على االحتياجات العلمية لهم ومعالجة الخلل إن وجد وهللا الموفق والهادي سواء السبيل والتدريبية ~ 14 ~

15 القرآن الكريم الم ارجع والمصادر البخاري محمد بن إسماعيل الجامع الصحيح تحقيق مصطفى ديب البغا ط 3 دار ابن كثير اليمامة بيروت مسلم بن الحجاج صحيح مسلم دار الجيل بيروت و دار األفاق الجديدة بيروت الترمذي محمد بن عيسى سنن الترمذي تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرون دار إحياء الت ارث العربي بيروت أبو داود سنن أبي داود دار الكتاب العربي بيروت ابن فارس أحمد بن فارس معجم مقاييس اللغة تحقيق عبد السالم محمد هارون دار الفكر بيروت الكاساني أبو بكر بن مسعود بدائع الصنائع في ترتيب الش ارئع ط 2 دار الكتب العلمية بيروت ابن عابدين محمد أمين رد المحتار على الدر المختار) حاشية ابن عابدين( ط 2 دار الفكر-بيروت الحجاوي موسى بن أحمد اإلقناع في فقه اإلمام أحمد بن حنبل تحقيق عبد اللطيف السبكي دار المعرفة بيروت الربيع وليد اإلخالص في طلب العلم مقال منشور على موقع مجلة الفرقان األلباني محمد ناصر صحيح الجامع الصغير وزيادته )الفتح الكبير( ط 36 المكتب اإلسالمي بيروت األصبهاني أحمد بن عبد هللا ابن ابن حلية األولياء وطبقات األصفياء ط 4 دار الكتاب العربي بيروت ابن جماعة محمد إب ارهيم تذكر السامع والمتعلم والعالم والمتعلم مكتبة المشكاة اإلسالمية النووي يحيى بن شرف بستان العارفين موقع الشاملةابن جماعة البيهقي أحمد بن الحسين شعب اإليمان تحقيق الدكتور عبد العلي حامد ط 1 مكتبة الرشد للنشر والتوزيع الرياض تيمية أحمد بن عبد الحليم حقوق آل البيت تحقيق عبد القادر عطا دار الكتب العلمية بيروت الغ ازلي محمد بن محمد إحياء عوم الدين دار المعرفة بيروت الخطيب البغدادي أحمد اقتضاء العلم العمل تحقيق محمد ناصر الدين األلباني ط 4 المكتب اإلسالمي بيروت النووي يحي بن شرف المجموع شرح المهذب ))مع تكملة السبكي والمطيعي(( دار الفكر بيروت وكيع بن الج ارح الزهد تحقيق عبد الرحمن الفريوائي ط 1 مكتبة الدار المدينة المنورة القليوبي أحمد حاشية قليوبي على شرح جالل الدين المحلي على منهاج الطالبين تحقيق مكتب البحوث دار الفكر بيروت الحاكم محمد المستدرك على الصحيحين تحقيق مصطفى عطا ط 1 دار الكتب العلمية بيروت اآلغا ناصر جاسر د ارسة واقع الق ارءة في الوطن العربي خانيونس على ال اربط ابن القيم محمد بن أبي بكر مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإل اردة دار الكتب العلمية بيروت عثيمين محمد بن صالح مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين جمع وترتيب : فهد بن ناصر بن إب ارهيم السليمان طبعة 1413 ه دار الوطن دار الثريا ابن الجوزي عبد الرحمن تلبيس إبليس ط 1 دار الفكر للطباعة والنشر بيروت ابن ماجه محمد بن يزيد سنن ابن ماجه تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي دار الفكر بيروت أحمد بن حنبل مسند اإلمام أحمد بن حنبل األحاديث مذيلة بأحكام شعيب األرنؤوط عليها مؤسسة قرطبة القاهرة الخطيب البغدادي أحمد بن علي شرف أصحاب الحديث تحقيق محمد خطي اوغلي دار إحياء السنة النبوية أنقرة النقيب عبد الرحمن الثقافة التربوية لطلبة علوم الشريعة في جامعة األزهر د ارسة حالة بحث مقدم لمؤتمر علوم الشريعة في ال جامعات ج 2 المعهد العالمي للفكر اإلسالمي الصنعاني عبد الر ازق مصنف عبد الر ازق تحقيق حبيب الرحمن األعظمي ط 2 المكتب اإلسالمي بيروت ال ارمهرمزي الحسن بن عبد الرحمن المحدث الفاصل بين ال اروي والواعي ط 3 دار الفكر بيروت ابن عساكر علي بن الحسن تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى اإلمام أبي الحسن األشعري ط 3 دار الكتاب العربي بيروت ~ 15 ~

16 السمعاني عبد الكريم أدب اإلمالء واالستمالء شرح وم ارجعة سعيد مجمد اللحام ط 1 دار ومكتبه الهالل بيروت الزرنوجي برهان اإلسالم تعليم المتعلم طريق التعلم ط 1 المكتبة السودانية السودان ابن حجر أحمد بن علي فتح الباري شرح صحيح البخاري دار المعرفة بيروت أبو زيد بكر بن عبد هللا حلية طالب العلم ط 1 دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض علي عبد الحميد أحمد التحصيل الد ارسي وعالقته بالقيم اإلسالمية التربوية مكتبة حسن العصرية بيروت لبنان مجلة نون العلمية على ال اربط ~ 16 ~